كلما دخلنا في عملية التغيير وأصبحنا جزءا منها، تبين لنا حجم التغيير المطلوب لإجراء الإصلاح وتمهيد الطريق نحو المستقبل، وكلما تقدم بنا العمر، تكشف لنا حجم المقاومة التي نحتاجها لكبح عجلة التغيير والحد من سرعتها كي لا تأتي على ما تبقى من أصالة المجتمعات والثقافات وبقايا القيم.
لكن المسافة ليست ثابتة بين من يدفعون باتجاه مزيد من التغيير وبين من يدفعون بمزيد من المحافظة على الوضع الراهن ومقاومة التغيير. لأن سرعة التغيير خارج رادارات الرصد وتعدد مجالات التغيير أكثر من التحكم بها.
القضايا التي يكابدها الإنسان أصبحت بعيدة كل البعد عن تلك القضايا التي تتبناها قوى اليمين وقوى اليسار في المجتمعات الديموقراطية. بل لعل جائحة كورونا بينت بكثير من المرارة والأسى حجم الفجوة بين الديموقراطية والإنسانية وبين الحرية والديموقراطية، حتى في مجتمعات عريقة بالديموقراطية.
في الحقيقة أن بضاعة اليمين هي نفس بضاعة اليسار مع اختلافات الشكل، وأن منتجات اليسار هي ذاتها منتجات اليمين، من حيث المسافة بين الديموقراطية والإنسان والإنسانية. هذا ليس تمجيدا للديكتاتوريات بطبيعة الحال على حساب الديموقراطية، لكنه سؤال حول ما إذا كان الإعلام يتحمل المسؤولية في تقديم الرأسمالية وتعليبها وتغليفها وتسويقها على أنها الديموقراطية الإنسانية وهي في الحقيقة ليست أكثر من ديموقراطية رأسمالية.
فهل ما تشهده بعض تيارات اليمين واليسار في المجتمعات الغربية من ضياع للبوصلة وخاصة خلال جائحة كورونا، ينبئ بخلط للأوراق وإعادة الأولويات؟ وهل ينتفض الرأي العام المدعوم هذه المرحلة بقنوات التواصل الاجتماعي على أجندات اليمين واليسار؟ ويعيد ترتيب الأولويات بما يقترب من الديموقراطية الإنسانية وليست الديموقراطية الرأسمالية؟
كان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي أحد أبرز رموز الجريمة التي ارتكبت بحق العراق والشعب العراقي، والذي مات منذ أيام، كان يكرر أمام وسائل الإعلام بأن احتلال أمريكا للعراق هو لنشر القيم الديموقراطية، بعد أن تعذر عليه وعلى فريق حربه وجود أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، فلا أعرف كيف يتم نشر ما يسمى بـ«القيم الديموقراطية» بين مئات آلاف القتلى، وملايين اللاجئين والنازحين والجائعين.
إنني لا أعرف جريمة ارتكبت في العصر الحديث، تفوق جريمة الحرب والإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق العراق وضد الشعب العراقي، إلا جريمة فرض دستور بريمر الذي مزق العراق من خلال نظام المحاصصة الطائفية، وأطلق يد الفساد والجريمة والإرهاب والتدمير للحضارة العراقية والتدمير للإنسان العراقي، كل ذلك باسم نشر القيم الديموقراطية الذي جاء به الجمهوريون واليمين ورامسفيلد وفريقه، أما الديموقراطيون واليسار، فلم يجدوا ما يحرك إنسانيتهم وأخلاقهم من كل ما يعانيه العراق والعراقيون إلا رفع علم المثليين على سفارة بلادهم، بينما العراقيون محرومون من الخدمات والكهرباء والمياه والتعليم والصحة منذ 2003 بل وحتى اجتياح داعش لثلثي مساحة العراق، ومنذ أن وجه نوري المالكي الجيش بتسليم السلاح لداعش.
فاليمين يقتل العراقيين لينشر ما يسميه القيم الديموقراطية واليسار لم يجد من القيم ما يقدمه للعراقيين بعد كل ما ارتكبه اليمين من فضاعات بالعراق وشعبه سوى رفع علم المثليين. أي يمين هذا وأي يسار؟ بل وأية ديموقراطية؟
لكن المسافة ليست ثابتة بين من يدفعون باتجاه مزيد من التغيير وبين من يدفعون بمزيد من المحافظة على الوضع الراهن ومقاومة التغيير. لأن سرعة التغيير خارج رادارات الرصد وتعدد مجالات التغيير أكثر من التحكم بها.
القضايا التي يكابدها الإنسان أصبحت بعيدة كل البعد عن تلك القضايا التي تتبناها قوى اليمين وقوى اليسار في المجتمعات الديموقراطية. بل لعل جائحة كورونا بينت بكثير من المرارة والأسى حجم الفجوة بين الديموقراطية والإنسانية وبين الحرية والديموقراطية، حتى في مجتمعات عريقة بالديموقراطية.
في الحقيقة أن بضاعة اليمين هي نفس بضاعة اليسار مع اختلافات الشكل، وأن منتجات اليسار هي ذاتها منتجات اليمين، من حيث المسافة بين الديموقراطية والإنسان والإنسانية. هذا ليس تمجيدا للديكتاتوريات بطبيعة الحال على حساب الديموقراطية، لكنه سؤال حول ما إذا كان الإعلام يتحمل المسؤولية في تقديم الرأسمالية وتعليبها وتغليفها وتسويقها على أنها الديموقراطية الإنسانية وهي في الحقيقة ليست أكثر من ديموقراطية رأسمالية.
فهل ما تشهده بعض تيارات اليمين واليسار في المجتمعات الغربية من ضياع للبوصلة وخاصة خلال جائحة كورونا، ينبئ بخلط للأوراق وإعادة الأولويات؟ وهل ينتفض الرأي العام المدعوم هذه المرحلة بقنوات التواصل الاجتماعي على أجندات اليمين واليسار؟ ويعيد ترتيب الأولويات بما يقترب من الديموقراطية الإنسانية وليست الديموقراطية الرأسمالية؟
كان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي أحد أبرز رموز الجريمة التي ارتكبت بحق العراق والشعب العراقي، والذي مات منذ أيام، كان يكرر أمام وسائل الإعلام بأن احتلال أمريكا للعراق هو لنشر القيم الديموقراطية، بعد أن تعذر عليه وعلى فريق حربه وجود أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، فلا أعرف كيف يتم نشر ما يسمى بـ«القيم الديموقراطية» بين مئات آلاف القتلى، وملايين اللاجئين والنازحين والجائعين.
إنني لا أعرف جريمة ارتكبت في العصر الحديث، تفوق جريمة الحرب والإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق العراق وضد الشعب العراقي، إلا جريمة فرض دستور بريمر الذي مزق العراق من خلال نظام المحاصصة الطائفية، وأطلق يد الفساد والجريمة والإرهاب والتدمير للحضارة العراقية والتدمير للإنسان العراقي، كل ذلك باسم نشر القيم الديموقراطية الذي جاء به الجمهوريون واليمين ورامسفيلد وفريقه، أما الديموقراطيون واليسار، فلم يجدوا ما يحرك إنسانيتهم وأخلاقهم من كل ما يعانيه العراق والعراقيون إلا رفع علم المثليين على سفارة بلادهم، بينما العراقيون محرومون من الخدمات والكهرباء والمياه والتعليم والصحة منذ 2003 بل وحتى اجتياح داعش لثلثي مساحة العراق، ومنذ أن وجه نوري المالكي الجيش بتسليم السلاح لداعش.
فاليمين يقتل العراقيين لينشر ما يسميه القيم الديموقراطية واليسار لم يجد من القيم ما يقدمه للعراقيين بعد كل ما ارتكبه اليمين من فضاعات بالعراق وشعبه سوى رفع علم المثليين. أي يمين هذا وأي يسار؟ بل وأية ديموقراطية؟